جعل لهم، فقال الأشياخ: لا تذهبوا به دوننا، فإنما كنا ردءاً لكم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ (١). [صحيح].
* عن عبادة بن الصامت؛ قال: خرج رسول الله - ﷺ - إلى بدر فلقي العدو، فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأحدقت طائفة برسول الله - ﷺ -، واستولت طائفة على العسكر والنهبة، فلما كفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم؛ قالوا: لنا النفل، نحن طلبنا العدو بنا نقّاهم الله وهزمهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله - ﷺ -: ما أنتم أحق به منا، هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله - ﷺ -؛ لئلا ينال العدو منه غرة، قال الذين استولوا على العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق به منا هو لنا؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ

(١) أخرجه ابن أبي شيبة (١٤/ ٣٥٦ رقم ١٨٥٠٨)، وأبو داود (رقم ٢٧٣٧ - ٢٧٣٩)، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ٣٤٩ رقم ١١١٩٧)، والطبري في "جامع البيان" (٩/ ١١٦)، وابن حبان في "صحيحه" (رقم ١٧٤٣ - موارد)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ١٣١، ١٣٢، ٢٢١، ٢٢٢، ٣٢٦، ٣٢٧)، والبيهقي في "الكبرى" (٦/ ٢٩١، ٢٩٢، ٣١٥، ٣١٥ - ٣١٦)، وفي "الدلائل" (٣/ ١٣٥، ١٣٦)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٢/ ٢٩٦) من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا إسناد صحيح.
وصححه ابن حبان.
وقال الحاكم في "الموضع الأول": "هذا حديث صحيح؛ فقد احتج البخاري بعكرمة، وقد احتج مسلم بداود بن أبي هند ولم يخرجاه".
وتعقبه الذهبي فقال: "هو على شرط البخاري".
قلنا: لم يخرج البخاري في "صحيحه" لداود بن أبي هند؛ فهو صحيح فقط.
وقال الحاكم في "الموضع الثاني والثالث": "هذا حديث صحيح ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٦) وزاد نسبته لابن المنذر وأبي الشيخ.


الصفحة التالية
Icon