* عن المسيب بن حزن؛ قال: أقبل أَبيّ بن خلف يوم أُحد إلى النبي - ﷺ - يريده، فاعترض رجال من المؤمنين؛ فأمرهم رسول الله - ﷺ - فخلوا سبيله، فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ورأى رسول الله - ﷺ - ترقوة أَبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه بحربته فسقط أَبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم، فكسر ضلعاً من أضلاعه، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له: ما أعجزك إنما هو خدش، فذكر لهم قول رسول الله - ﷺ -: "بل أنا أقتل أبياً"، ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين، فمات أبي -إلى النار فسحقاً لأصحاب السعير- قبل أن يقدم مكة؛ فأنزل الله -تعالى-: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ (١). [حسن]

= الأولى: سماك بن حرب؛ روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وكان ربما يلقن.
الثانية: سليمان بن قرم؛ سيئ الحفظ؛ كما في "التقريب"، وضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما.
الثالثة: يحيى بن يعلى الأسلمي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب".
ومن هنا تعلم تساهل الهيثمي حين قال في "مجمع الزوائد" (٦/ ٨٤): "ورجاله رجال الصحيح"!!
(١) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣٢٧)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٥٦) من طريق إبراهيم بن منذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه (فذكره).
وعزاه في "الدر المنثور" (٤/ ٤١) لعبد بن حميد والطبري عن سعيد.
وعزاه الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (٢/ ٣٠٨) للطبري، ولم نجده فيه بعد طول بحث، وهما كما ترى عزوا الحديث وجعلاه عن سعيد، والذي في "المستدرك" عن أبيه.
قلنا: وهذا إسناد حسن.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه"، ووافقه الذهبي.
قلنا: الحزامي وشيخه لم يخرج لهما مسلم شيئاً. =


الصفحة التالية
Icon