منسوخ، كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج تقلّد من السمر فلم يعرض له أحد، وإذا تقلد قلادة من شعر لم يعرض له أحد، وكان المشرك يومئذ لا يُصدّ عن البيت؛ فأمروا ألا يقاتلوا في الشهر الحرام ولا عند البيت؛ فنسخها قوله -تعالى-: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥] (١). [ضعيف]
* عن السدي؛ قال: أقبل الحطم بن هند البكري ثم أحد بني قيس بن ثعلبة، حتى أتى النبي - ﷺ - وحده، وخلّف خيله خارجة من المدينة فدعاه، فقال: إلام تدعو فأخبره، وقد كان النبي - ﷺ - قال لأصحابه: "يدخل اليوم عليكم رجل من ربيعة يتكلم بلسان شيطان"، فلما أخبره النبي - ﷺ -؛ قال: انظروا لعلِّي أُسلم ولي من أشاوره، فخرج من عنده؛ فقال رسول الله - ﷺ -: "لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعقب غادر"، فمر بسرح من سرح المدينة فساقه فانطلق به وهو يرتجز:

قد لفها الليل بسوّاق حطم ليس براعي إبل ولا غنم
ولا بجزار على ظهر الوضم باتوا نياماً وابن هند لم ينم
بات يقاسيها غلام كالزلم خدلج الساقين ممسوح القدم
ثم أقبل من عام قابل حاجاً قد قلّد وأهدى، فأراد رسول الله - ﷺ - أن يبعث إليه؛ فنزلت هذه الآية حتى بلغ: ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾، قال له ناس من أصحابه: يا رسول الله! خلّ بينا وبينه؛ فإنه صاحبنا، قال: "إنه قد قلد"، قالوا: إنما هو شيء كنا نصنعه في الجاهلية فأبى عليهم؛
(١) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (١/ ١/ ١٨٢) -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (٦/ ٣٧)، والنحاس في "ناسخه" (ص ١١١) -: نا معمر عن قتادة به.
قلنا: وهذا مرسل صحيح.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" (٣/ ٨) لعبد بن حميد.


الصفحة التالية
Icon