وقد أخبرني مسروق: أن آل (حم) إنما نزلت بمكة، وإنما كانت محاجة رسول الله - ﷺ - قومه؛ فقال: ﴿أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾؛ يعني: القرآن ﴿وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ﴾: موسى ومحمد -عليهم السلام- على الفرقان. وفي رواية: فمثل التوراة الفرقان؛ التوراة شهد عليها موسى، ومحمد على الفرقان (١). [ضعيف]
* عن الحسن؛ قال: بلغني: أنه لما أراد عبد الله بن سلام أن يسلم؛ قال: يا رسول الله! قد علمت اليهود أني من علمائهم، وأن أبي كان من علمائهم، وأني أشهد أنك رسول الله، وأنهم يجدونك مكتوباً عندهم في التوراة؛ فأرسل إلى فلان وفلان ومن سماه من اليهود وأخبئني في بيتك، وسلهم عني وعن أبي؛ فإنهم سيحدثونك أني أعلمهم، وأن أبي من أعلمهم، وإني سأخرج إليهم؛ فأشهد أنك رسول الله، وأنهم يجدونك مكتوباً عندهم في التوراة، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق، قال: ففعل رسول الله - ﷺ -؛ فخبأه في بيته، وأرسل إلى اليهود، فدخلوا عليه، فقال رسول الله - ﷺ -: "ما عبد الله بن سلام فيكم؟ "، قالوا: أعلمنا نفساً، وأعلمنا أباً، فقال رسول الله - ﷺ -: "أرأيتم إن أسلم تسلمون؟! "، قالوا: لا يسلم ثلاث مرار، فدعاه؛ فخرج، ثم قال: أشهد أنك رسول الله، وأنهم يجدونك مكتوباً عندهم في التوراة، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق، فقالت اليهود: ما كنا نخشاك على هذا يا عبد الله بن سلام! قال: فخرجوا كفاراً؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- من ذلك: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٢٦/ ٧) من طرق عن داود بن أبي هند عن الشعبي به.
قلنا: وهذا مرسل رجاله ثقات.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٤٣٩) وزاد نسبته لابن أبي حاتم.


الصفحة التالية
Icon