ذكر أن لو قاتلهم الذين كفروا؛ لولّوا الأدبار، ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً، ولأعطينكم النصر والظفر عليهم.
ثم ذكر المشركين وصدهم المسلمين عن البيت الحرام والهدي معكوفاً أن يبلغ محله، وأخبر أن: ﴿وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ لو كان قتال، ثم قال: ﴿لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.
ثم ذكر الحمية التي جعلها الله في قلوبهم حين أبَوْا أن يقروا لله -تبارك وتعالى- باسمه، وللرسول باسمه، وذكر الذي أنزل الله -تعالى- على رسوله - ﷺ - وعلى المؤمنين من السكينة؛ حتى لا يحموا كما حمى المشركون لوقع القتال، فيكون فيه معرّة، ثم ذكر أنه قد صدق رسوله الرؤية بالحق: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ الله آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ إلى ﴿فَتْحًا مُبِينًا﴾ (١). [ضعيف]
* عن الشعبي؛ قال: نزلت ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ بالحديبية، وأصاب في تلك الغزوة ما لم يصبه في غزوة؛ أصاب أن بويع بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس، وبلغ الهدي محله، وأطعموا نخل خيبر، وفرح المؤمنون بتصديق النبي - ﷺ - وبظهور الروم على فارس، وقوله -تعالى-: ﴿وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ﴾: بإظهاره إياك على عدوك، ورفعه ذكرك في الدنيا، وغفرانك ذنوبك في الآخرة ﴿وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ يقول: ويرشدك طريقاً من الدين لا اعوجاج فيه؛ يستقيم بك إلى رضا ربك ﴿وَيَنْصُرَكَ الله نَصْرًا عَزِيزًا (٣)﴾
ومن طريق موسى بن عقبة عن الزهري عن عروة به.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد.