* وعنها -أيضاً-رضي الله عنها-؛ قالت: كان أناس يتقدمون بين يدي رمضان بصيام؛ يعني: يوماً أو يومين؛ فأنزل الله -تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١)﴾ (١).
* ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)﴾.
* عن ابن أبي مليكة؛ قال: كاد الخيران أن يهلكا: أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-؛ رفعا أصواتهما عند النبي - ﷺ - حين قدم عليه ركب بني تميم؛ فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر -قال نافع: لا أحفظ اسمه- فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك؛ فأنزل الله -تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)﴾؛ فما كان عمر يسمع رسول الله - ﷺ - بعد هذه الآية حتى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه؛ يعني: أبا بكر (٢). [صحيح]

= يذكره -يعني: الدارقطني- بجرح ولا تعديل".
قلنا: هذا لا يضره؛ كونه وثقه غيره على ما هو مفصل في "تهذيب التهذيب" (١٢/ ١٦٩، ١٧٠)؛ فلا وجه لتضعيفه كما فعل الزيلعي.
وبالجملة؛ فالحديث بمجموع ما تقدم ثابت لا ريب.
(١) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٥٤٧) ونسبه لابن النجار.
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (رقم ٤٨٤٥، ٧٣٠٢) من طريق يسرة بن صفوان اللخمي ووكيع بن الجراح كلاهما عن نافع بن عمر الجمحي المكي عن ابن أبي مليكة به.
قال الحافظ في "فتح الباري" (٨/ ٥٩٠): "ثم هذا السياق صورته الإرسال؛ لكن ظهر في آخره: أن ابن أبي مليكة حمله عن عبد الله بن الزبير، وسيأتي في هذا الباب الذي بعده التصريح بذلك". =


الصفحة التالية
Icon