إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)}.
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: مطر الناس على عهد النبي - ﷺ -، فقال النبي - ﷺ -: "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر؛ قالوا: هذا رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا"، قال: فنزلت هذه الآية: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)﴾ حتى بلغ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾ (١) [صحيح]
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾؛ قال: بلغنا أن رسول الله - ﷺ - سافر في حر شديد، فنزل الناس على غير ماء، فعطشوا؛ فاستسقوا رسول الله - ﷺ -، فقال لهم: "فلعلي لو فعلت فسقيتم قلتم: هذا بنوء كذا وكذا"، قالوا: يا نبي الله! ما هذا بحين أنواء؛ فدعا رسول الله - ﷺ - بماء فتوضأ، ثم قام فصلى، فدعا الله -تعالى-؛ فهاجت ريح، وثابت سحاب؛ فمطروا حتى سال كل واد، فزعموا أن رسول الله - ﷺ - مر برجل يغرف بقدحه ويقول: هذا نوء فلان؛ فنزل: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾ (٢).
* عن أبي حرزة؛ قال: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار في غزوة تبوك، ونزلوا بالحجر، فأمرهم رسول الله - ﷺ - أن لا يحملوا من ماءها شيئاً، ثم نزل منزلاً آخر وليس معهم ماء؛ فشكوا ذلك إلى رسول الله - ﷺ -؛ فقام يصلي ركعتين، ثم دعا؛ فأرسل سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها، فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق: ويحك أما ترى ما دعا النبي - ﷺ - فأمطر الله علينا السماء. فقال: إنما مطرنا بنوء كذا وكذا؛
(٢) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٢٨، ٢٩) ونسبه لابن مردويه.