* عن مجاهد في قول الله -تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (٢)﴾ في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه كفار قريش يحذرهم (١). [صحيح]
قلنا: وهذا إسناد ضعيف جداً، فيه علل:
الأولى: الحارث هو الأعور؛ متروك الحديث.
الثانية: أبو إسحاق السبيعي؛ مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط ولم يرو عنه عمرو قبل الاختلاط.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ١٦٢، ١٦٣): "رواه أبو يعلى وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف".
وقد وقع سقط وخطأ في سند ابن أبي حاتم يصحح من هنا.
(١) أخرجه الفريابي وعبد بن حميد في "تفسيريهما"؛ كما في "فتح الباري" (٨/ ٦٣٣)، والطبري في "جامع البيان" (٢٨/ ٤٠) من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به مرسلاً.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٤٨٥) من طريق إبراهيم بن الحسين المعروف بـ (ابن ديزيل) عن آدم بن أبي إياس عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- موصولاً بلفظ: نزل في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه إلى كفار قريش يحذرونهم، وقوله -تعالى-. ﴿إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ﴾ نهوا أن يتأسوا باستغفار إبراهيم لأبيه فيستغفروا للمشركين، وقوله -تعالى-: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾: لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك، فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم.
قال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٦٣٣): "وما أظن زيادة ابن عباس فيه إلا وهماً؛ لاتفاق أصحاب ورقاء على عدم ذكره".
قلنا: وهو كما قال -رحمه الله-؛ فإن شيخ الحاكم: عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني =