منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها، فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي - ﷺ - تناشده الله والرحم: لما أرسل فمن أتاه؛ فهو آمن، فأرسل النبي - ﷺ - إليهم؛ فأنزل الله -تعالى-: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٢٤)﴾ حتى بلغ ﴿الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ [الفتح: ٢٤ - ٢٦]: وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وحالوا بينهم وبين البيت (١). [صحيح]
* عن الواقدي؛ قال: فخرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بآيات نزلت فيها، قالت: فكنت أول من هاجر إلى المدينة، فلما قدمت قدم أخي الوليد علي، فنسخ الله العقد بين النبي - ﷺ - وبين المشركين في شأني، ونزلت: ﴿فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ﴾ ثم أنكحني النبي - ﷺ - زيد بن حارثة، فقلت: أتزوجني بمولاك؟ فأنزل الله: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٣٦] ثم قتل زيد، فأرسل إليّ الزبير: احبسي علي نفسك، قلت: نعم؛ فنزلت: ﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ﴾ [البقرة: ٢٣٥] (٢). [باطل]
ونسبه السيوطي في "لباب النقول" (ص ٢١١) لمسلم -أيضاً-، وليس هو فيه.
وذكره في "الدر المنثور" (٨/ ١٣٢) على الجادة.
(٢) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ١٣٢) وقال: "وأخرج ابن دريد في "أماليه": ثنا أبو الفضل الرياشي عن ابن أبي رجاء عن الواقدي به".
قلنا: الواقدي؛ متروك الحديث، بل كذبه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما؛ فالأثر باطل.