* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة، ثم نكح امرأة من مزينة، فجاءت إلى رسول الله - ﷺ -، فقالت: يا رسول الله! ما يغني عني إلا ما تغني هذه الشعرة -لشعرة أخذتها من رأسها- وأخذت رسول الله - ﷺ - حمية عند ذلك؛ فدعا ركانة وإخوته، ثم قال لجلسائه: "أترون كذا من كذا؟ "، فقال رسول الله - ﷺ - لعبد يزيد: "طلقها"؛ ففعل، فقال لأبي ركانة: "ارتجعها"، فقال: يا رسول الله! إني طلقتها، فقال رسول الله - ﷺ -: "قد علمت ذلك، فارتجعها"؛ فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ (١). [ضعيف جداً]

= قلنا: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: قتادة مدلس وقد عنعن.
الثانية: سعيد بن أبي عروبة اختلط بآخره ولم يذكروا أسباطاً هل روى عنه قبل الاختلاط أم بعده؟ والراجح أنه روى عنه بعد الاختلاط؛ فقد ذكروا ناساً أعلى طبقة من أسباط رووا عن سعيد بعد الاختلاط -والله أعلم-.
وخالف أسباطاً عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي -راوية سعيد- فرواه عن سعيد عن قتادة به مرسلاً لم يذكر أنساً.
أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٢٨/ ٨٥): ثنا ابن بشار ثنا عبد الأعلى به.
قلنا: وهذا مرسل صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح، وسماع عبد الأعلى من سعيد قبل الاختلاط وقد أخرج الشيخان في "صحيحيهما" حديثه عنه.
(١) أخرجه الحاكم (٢/ ٤٩١) من طريق زيد بن المبارك ثنا محمد بن ثور عن ابن جريج عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله - ﷺ - عن عكرمة عن ابن عباس به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: فيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وهو واه، والخبر خطأ، عبد يزيد لم يدرك الإِسلام"، وانظر: "مختصر استدراكات الذهبي" لابن الملقن (٢/ ٩٥١).
قلنا: وهو كما قال الذهبي -رحمه الله-؛ فإن محمداً ذا متروك الحديث، واهٍ بمرة.
انظر تفصيل الأقوال فيه في: "تهذيب التهذيب" (٩/ ٣٢١).
وفيه علة أخرى وهي: أن ابن جريج مدلس وقد عنعن، وقد أخرجه أبو داود في =


الصفحة التالية
Icon