النبي - ﷺ - اللتين قال الله لهما: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾، [فما أستطيع أن أسأله؛ هيبة له (وفي رواية: فلم أجد له موضعاً)، حتى خرج حاجّاً] فحججت معه، [فلما رجعت وكنا ببعض الطريق] (وفي رواية: بظهران)، فعدل [إلى الأراك لحاجة له]، وعدلت معه بالإداوة، فتبرز [فوقفت له] حتى جاء، [فقال: أدركني بالوضوء]، فسكبت على يديه من الإداوة، فتوضأ [ورأيت موضعاً]، فقلت: يا أمير المؤمنين! من المرأتان من أزواج النبي - ﷺ - اللتان قال لهما: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ﴾، فقال [ابن عباس: فما أتممت كلامي؛ حتى قال]: واعجبي لك يا ابن عباس! [تلك] عائشة وحفصة. [قال: فقلت: والله؛ إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع؛ هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم؛ خبَّرتك به، قال: ثم قال عمر: والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم]، (وفي رواية: فلما جاء الإِسلام، وذكرهن الله؛ رأينا لهن بذلك علينا حقاً من غير أن ندخلهن في شيء من أمورنا)، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه، فقال:
إن كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد -وهي من عوالي المدينة- وكنا نتناوب النزول على النبي - ﷺ -، فينزل هو يوماً، وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر (وفي رواية: الوحي) وغيره، وإذا نزل فعل مثله، وكنا -معشر قريش- نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، [قال: فبينا أنا في أمر أتأمره؛ إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال:] فصحت على امرأتي، فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، [فقلت لها: ما لكِ ولما هاهنا، فيما تكلفك في أمر أريده؟!]، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك؟! فوالله إن أزواج النبي - ﷺ - ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل (وفي رواية: فقالت لي: عجباً لك يا ابن


الصفحة التالية
Icon