وقد تعقب الحافظُ ابنُ كثير عبارة ابن حزم، فقال: "وفيما زعم ابن حزم نظر" (١)، ومهما يكن الأمر فلا شك أن هذا يعكس المنزلة الجليلة لهذا التفسير المفقود.
وقد اختصر هذا التفسير الحافظُ أبو محمد عبد الله بن محمد بن حسن الكلاعي القرطبي، كما أفاد ذلك الذهبي (٢).
١٤ - تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ):
وهو من أشهر كتب التفسير، وأجلها.
قال السيوطي عنه: "هو أجلُّ التفاسير، لم يؤلف مثله كما ذكره العلماء قاطبة.. وذلك لأنه جمع فيه بين الرواية والدراية، ولم يشاركه في ذلك أحد لا قبله ولا بعده" (٣).
وقال عنه أبو حامد الإسفراييني: "لو سافر أحد إلى الصين في تحصيله لم يكن كثيرا" (٤).
وذكره ابن حجر في (العجاب) مع تفسير عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، ثم قال: "فهذه التفاسير الأربعة قلَّ أن يشذ عنها شيء من التفسير المرفوع، والموقوف على الصحابة، والمقطوع عن التابعين، وقد أضاف الطبري إلى النقل المستوعب أشياء لم يشاركوه فيها؛ كاستيعاب القراءات والإعراب والكلام في أكثر الآيات على المعاني، والتصدي لترجيح بعض الأقوال على بعض، وكل من صنف بعده لم يجتمع له ما اجتمع فيه" (٥).
والكتاب مشهور ومطبوع عدة طبعات.

(١) البداية والنهاية ١٤: ٦٨٥.
(٢) في ترجمته من (سير أعلام النبلاء) ١٥: ٢٤٥.
(٣) طبقات المفسرين ص ٨٢.
(٤) ذكره السيوطي في (طبقات الحفاظ) ص ٣١٠، والكتاني في (الرسالة المستطرفة) ص ٦٧.
(٥) العجاب في بيان الأسباب ١: ٢٠٣.


الصفحة التالية
Icon