فأما الجهة الأولى فلا مدخل لها هنا؛ لأن الراوي عنه عراقي، وأما الثانية فلم يتبين لي صفة روايته لهذا الحديث، من حفظه أو من كتابه؟
لكن الظاهر أنه مما حدث به من حفظه، بدليل مخالفته لغيره وخطئه، فهذا الوجه معلول -كما سيأتي بيانه، إن شاء الله-.
قال البزار -كما في كشف الأستار ٣: ٣٥٨ - :"رواه بعضهم عن نافع، عن ابن عمر موقوفا، وإنما أتي رفع هذا عندي من زهير، لأنه لم يكن بالحافظ، على أنه قد روى عنه ابن مهدي، وابن وهب، وأبو عامر، وغيرهم".
والحديث أورده الهيثمي في (مجمع الزوائد) ٥: ٦٨ وقال: "رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح، خلا موسى بن جبير، وهو ثقة".
وقال ابن حجر في (فتح الباري) ١٠: ٢٣٥ في الطب: باب السحر: "وقصة هاروت وماروت؛ جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر، في مسند أحمد".
وساقه في (العجاب في بيان الأسباب) من مسند أحمد بسنده ومتنه، ثم قال -١: ٣٢٠ - :"السند على شرط الحسن".
المتابعات والشواهد:
(أ) المتابعات:
* تابع زهير بن عمد على هذا الحديث: سعيدُ بن سلمة، أخرجه ابنُ مردويه -كما في تفسير ابن كثير ١: ٣٥٤ - قال: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا هشام بن علي بن هشام، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول.. فذكره بطوله.


الصفحة التالية
Icon