الحكم على الحديث:
الحديث بمجموع ما سبق يترقى إلى الحسن، وأتوى ما فيه: مرسل أبي إدريس الخولاني، وقد عضده ما جاء عن عبد الله بن خليفة قال: كنت مع عمر -رضي الله عنه- في جنازة فانقطع شسعه، فاسترجع، ثم قال: (كل ما ساءك مصيبة).
أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) ٥: ٣٣٦، وهناد في (الزهد) ١: ٢٤٥ (٤٢٣)، والبيهقي في (شعب الإيمان) ٧: ١١٧ من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن خليفة، به.
وعزاه في (الدر المنثور) ٢: ٧٨ إلى ابن المنذر، وعبد بن حميد.
وقال ابن حجر عن هذا الأثر الموقوف -كما في الفتوحات الربانية ٤: ٢٩ - :(وسند هذا الموقوف؛ صحيح".
قلت: وعبد الله بن خليفة هو: الهمداني الكوفي، ذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال الذهبي: لا يكاد يعرف، وفي التقريب: مقبول.
ينظر: الثقات ٥: ٢٨، تهذيب الكمال ١٤: ٤٥٦، الميزان ٢: ٤١٤، التقريب ص ٣٠١.
وأخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) ٥: ٣٣٦ من طريق أخرى، فقال: حدثنا عبيد الله ابن موسى، قال: أخبرنا شيبان، عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، قال: انقطع قبال نعل عمر -رضي الله عنه-؛ فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقالوا: يا أمير المؤمنين، أفي قبال نعلك؟! قال: نعم، كل شيء أصاب المؤمن يكرهه، فهو مصيبة.
وهذا سند صحيح، وسعيد وإن كان ولد في خلافة عمر -رضي الله عنه-، إِلا أن العلماء قبلوا روايته عنه، لعنايته وتتبعه لذلك.
سئل الإمام مالك -كما في (تهذيب الكمال) ١١: ٧٤ - عن سعيد بن المسيب، قيل: أدرك عمر؟ قال: لا، ولكنه ولد في زمان عمر، فلما كبر أكب على المسألةُ عن شأنه وأمره، حتى كأنه رآه.


الصفحة التالية
Icon