ومما يقوي أمره رواية شعبة عنه، وهو معروف بتحريه وتثبته ومعدود فيمن لا يروي إِلا عن ثقة. قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ٤: ٣٦١: "سئل أبي عن شهاب الذي روى عن عمرو بن مرة؟، فقال: شيخ يرضاه شعبة بروايته عنه، يحتاج أن يسأل عنه! ".
وقال ابن عبد الهادي في (الصارم المنكي) ص ٨١: "لو روى شعبة خبرا عن شيخ له، لم يعرف بعدالة ولا جرح، عن تابعي ثقة، عن صحابي، كان لقائل أن يقول: هو خبر جيد الإسناد، فإن رواية شعبة عن الشيخ مما يقوي أمره" (١).
لكن يرد عليه هنا؛ ما أخرجه العجلي في (معرفة الثقات) ٢: ٢٣١، والعقيلي في (الضعفاء الكبير) ٤: ١٥، وابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) ص ١٥١؛ أن ليثَ ابن أبي سليم؛ حدث يوما، قال: سألت القاسم، وعطاء، وطاووسا، وذكر غيرهم، فقال له شعبة: أين اجتمع لك هؤلاء؟! قال: في عرس أمك. زاد العقيلي: قال قبيصة -الراوي عن شعبة-: فقال رجل -كان جالسا لسفيان-: فما زال شعبة متقيا لليث من يومئذ.
وعقب ابن أبي حاتم على هذه الحكاية، فقال: "فقد دل سؤال شعبة لليث بن أبى سليم؛ عن اجتماع هؤلاء الثلاثة له في مسألة، كالمنكر عليه".
ينظر: الطبقات الكبرى ٦: ٣٤٩، الضعفاء الكبير ٤: ١٤، الجرح والتعديل ٧: ١٧٧، المجروحين ٢: ٢٣١، الكامل ٦: ٨٧ تهذيب الكمال ٢٤: ٢٧٩، الميزان ٣: ٤٢٥، السير ٦: ١٧٩، المغني في الضعفاء ٢: ٥٣٦، الكاشف ٢: ١٥١، جامع التحصيل ص ٢٦١، تهذيب التهذيب ٨: ٤١٧، التقريب ص ٤٦٤.
وقال البوصيري -في (مصباح الزجاجة) ٤: ١٨٧ - :"هذا إسناد ضعيف، لضعف ليث أبي سليم".