عنه جماعة من الأئمة وغير الأئمة، وهو حديث معروف به، ولأبي غالب غير ما ذكرت من الحديث، ولم أر في أحاديثه حديثا منكرا جدا، وأرجو أنه لا بأس به.
وقال ابن سعد: ضعيف منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في (المجروحين)، وقال: منكر الحديث على قلته، لا يجوز الاحتجاج به، إِلا فيما يوافق الثقات، وقال الذهبي: فيه شيء.
وفي التقريب: صدوق يخطىء.
ينظر: الطبقات الكبرى ٧: ٢٣٨، كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي ص ٢٥٥، الجرح والتعديل ٣: ٣١٥، المجروحين ١: ٢٦٧، الكامل ٢: ٤٥٥، تهذيب الكمال ٣٤: ١٧٠، الميزان ١: ٤٧٦ - ٤: ٥٦٠، المغني في الضعفاء ١: ١٥٥، التقريب ص ٦٦٤.
فمثله يعتبر به، ويكتب حديثه في المتابعات ونحوها، أما الاحتجاج به في حديث تفرد به، فمحل توقف.
وهذا الحديث جزء من حديث الخوارج الذي اشتهر به، وهو حديث طويل، وله طرق وسياقات مختلفة عن أبي غالب عن أبي أمامة -رضي الله عنه-، وقد ذكره العلماء، وخرجه بعضهم في كتبه، ولم أقف على من طعن فيه، أو استنكره، والله أعلم.
والحديث خرجه الترمذي (٣٠٠٠) في تفسير القرآن: باب ومن سورة آل عمران، قال: "حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع، عن الربيع بن صبيح وحماد بن سلمة، عن أبي غالب قال: رأى أبو أمامة رؤوسا منصوبة على درج مسجد دمشق، فقال أبو أمامة: كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء، خير. قتلى من قتلوه، ثم قرأ: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ إلى آخر الآية، قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لو لم أسمعه إِلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا، حتى عد سبعا ما حدثتكموه".