قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٧١].
(١٦٠) عن أبي سمية قال: اختلفنا هاهنا في الورود، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضنا: يدخلونها جميعًا، ثم ينجي الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- فقلت له: إنا اختلفنا في ذلك الورود، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضنا: يدخلونها جميعًا، فأهوى بإصبعيه إلى أذنيه، وقال: صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الورود: الدخول، لا يبقى برٌ ولا فاجرٌ إلا دخلها، فتكون على المؤمن بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار -أو قال: لجهنم- ضجيجًا من بردهم، ثم ينجي الله الذين أتقوا، ويذر الظالمين فيها جثيا).
تخريجه:
أخرجه أحمد ٣: ٣٢٨ قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا غالب بن سليمان أبو صالح، عن كثير بن زياد البرساني، عن أبي سمية، قال:.. فذكره.
وأخرجه عبد بن حميد في مسنده ٢: ١٧٨ (١١٠٤ - المنتخب)، والبيهقي في (شعب الإيمان) ١: ٣٣٦ (٣٧٠)، من طريق سليمان بن حرب، به.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤: ٥٨٧ من طريق سليمان بن حرب، ثنا غالب بن سليمان أبو صالح، عن كثير بن زياد، عن مُسَّة -وتحرف في المطبوع إلى: منية- الأزدية، عن عبد الرحمن بن شيبة، دون ذكر جابر -رضي الله عنه-.
هكذا وقع في المطبوع، وفي (تخريج أحاديث الكشاف) للزيلعي ٢: ٣٣٣، بينما ذكر ابن حجر في (إتحاف المهرة) ٣: ٢٢٦ أنه في المستدرك: عن عبد الرحمن بن شيبة، عن جابر -رضي الله عنه-.
وظاهر سياق الحديث في المستدرك؛ يؤيد ما ذكره ابن حجر، ولفظه فيه ٤: ٥٨٧: ".. عن عبد الرحمن بن شيبة، قال: اختلفنا هاهنا في الورود، فقال قوم: لا يدخلها مؤمن، وقال آخرون: يدخلونها جميعًا، ثم ينجي الله الذين اتقوا، فقلت له: إنا اختلفنا فيها بالبصرة، فقال قوم: لا يدخلها مؤمن، وقال آخرون: يدخلونها جميعًا، ثم ينجي الله الذين


الصفحة التالية
Icon