قلت: فأما ابن خراش فمقدوح في عدالته، لا يقبل قوله في الجرح والتعديل، وقد تكلم في: (عمرو بن سليم الزرقي) أحد رجال البخاري، فقال ابن حجر في (هدي. الساري) ص ٤٥٣: "قلت: ابن خراش؛ مذكور بالرفض والبدعة، فلا يلتفت إليه".
وقال الذهبي في الميزان ٤: ٢٠٠ في ترجمة: (أبي سلمة موسى بن إسماعيل المنقري): "لم أذكر أبا سلمة للين فيه، لكن لقول ابن خراش فيه: صدوق، وتكلم الناس فيه.
قلت: نعم، تكلموا فيه بأنه ثقة ثبت يا رافضي".
وهكذا ابن عقدة، قال الذهبي في ترجمته في (تذكرة الحفاظ) ٣: ٨٣٩: "لو صان نفسه وجود، لضربت إليه أكباد الإبل، ولضرب بإمامته المثل، لكنه جمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين، ومقت لتشيعه".
وفي ترجمته من (لسان الميزان) ١: ٢٦٤: ".. وروى حمزة بن محمد بن طاهر عن الدارقطني قال: كان رجل سوء، يشير إلى الرفض.. وقال أبو عمر بن حيويه: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة، أو قال: مثالب الشيخين، فتركت حديثه".
وذكروا أنه وقع بين صاحب الترجمة وبن مطين شيء، فتكلم كل منهما في الآخر، فلعل البرقاني سمع هذا القدح فيه.
وحسبك في رفع ما ذكر عنه من ذلك الجرح؛ أن يقول فيه الحافظ ابن عدي -وهو من أهل الاستقراء، والاطلاع الواسع-: "لم أر له حديثًا منكرًا فأذكره".
ينظر: الثقات ٩: ١٥٥، الكامل ٦: ٢٩٥، تاريخ بغداد ٣: ٤٢، تذكرة الحفاظ ٢: ٦٦١، اللسان ٥: ٢٨٠.
وعمران بن أبي عمران، هو عمران بن بشر، أبو بشر الحلبي البصري.
قال أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبان في (الثقات).
ينظر: التاريخ الكبير ٦: ٤٠٩، الجرح والتعديل ٦: ٢٩٤، الثقات ٧: ٢٣٩.


الصفحة التالية
Icon