وأورده الهيثمي في (المجمع) ١: ١٦٩ وقال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه: أبو شيبة، وهو ضعيف جدًا".
وأعاده (٧: ٦٧) وقال: "رواه الطبراني، وفيه: أبو شيبة، وعمران بن أبي عمران، وكلاهما ضعيف".
قلت: وأبو شيبة، هو: إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، جد عثمان، وليس مذكورًا في السند، بل المراد: والد عثمان؛ محمد بن إبراهيم.
فأبو شيبة لا مدخل له في هذا الإسناد، وهو متروك الحديث، كما في التقريب ص ٩٢. فلا يستقيم إعلال الحديث بهذا.
وأما تضعيف الهيثمي بعمران، فلا أدري ما مستنده فيه؟ وأخشى أن يكون وهم في تعيين الراوي، لأنه لم ينسب في السند، وربما اشتبه بغيره.
وقد نص الحافظ المزي في ترجمة: (محمد بن إبراهيم بن عثمان بن العبسي الكوفي) أنه يروي عن: عمران بن بشر الحلبي، ولم أقف على من جرحه أو قدح فيه بشيء، بل قيل فيه عبارة تعديل، كا سبق في ترجمته.
فلا يستقيم أيضًا إعلال الحديث بهذا.
وقد وقع في نحو هذا العلامة الألباني رحمه الله، فإنه أورد هذا الحديث في السلسة الضعيفة ١٠: ٣٣ رقم (٤٥٣١)، وقال: (ضعيف جدًا. أخرجه الطبراني.. -وساق سند، ثم قال:- وهذا إسناد ضعيف جدا؛ عمران بن أبي عمران هذا؛ الظاهر أنه الرملي؛ قال الذهبي: "أتى بخبر كذب عن بقية بن الوليد؛ فهو آفته".
قلت: وما استظهره الشيخ ليس بظاهر لأمرين:
١ - أن تلميذ عمران في هذا السند: محمد بن إبراهيم؛ توفي سنة ١٨٢ هـ، وبقيَّة قد توفي سنة ١٩٧ هـ، فيكون بقية في طبقة تلاميذه لا شيوخه.


الصفحة التالية
Icon