وتعقبهما ابن حجر في (إتحاف المهرة) ١: ٥٣٦، فقال: "بل هو ضعيف، لضعف سهيل، وقد ذكر البزار والترمذي أنه تفرد به".
قلت: وكذا أفاده الطبراني في الأوسط ٨: ٢٤٠ رقم (٨٥١٥)، فقال: لم يروه إلا سهيل.
المتابعات:
أخرجه الخطيب في (تاريخ بغداد) ٥٢: ٥، من طريق أحمد بن محمد التمار، حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال ربكم تعالى: أنا أهل أن أتقى ولا يشرك بي غيري، وأنا أهل لمن اتقى أن يشرك بي أن أغفر له).
ساقه الخطيب في ترجمة: (أحمد بن محمد التمار)، وقال عنه: "كان غير ثقة، روى أحاديث باطلة".
الشواهد:
عن عبد الله بن دينار قال: سمعت أبا هريرة، وابن عمر، وابن عباس -رضي الله عنهما- يقولون: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قول الله: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة﴾ قال: (يقول الله: أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي شريك، فإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك؛ فأنا أهل أن أغفر ما سوى ذلك).
أورده في (الدر المنثور) ١٥: ٩٤، وعزاه إلى ابن مردويه.
وقد حسَّن الشيخ الألباني رحمه الله -في ظلال الجنة ٢: ٤٦٩ رقم (٩٦٩) - حديث أنس -رضي الله عنه-، مع حكمه على الإسناد بالضعف، لهذا الشاهد المذكور، وهذا غريب، فإن بين ابن مردويه (٤١٠ هـ)، وبين عبد الله بن دينار (١٢٧ هـ) مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي، ولم يذكر الشيخ أنه اطلع على الإسناد، والغالب على ما تفرد به ابن مردويه من المرفوعات الضعف، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon