جمع عِلِّيِّ، وَعِلِّيٌّ على وزن فعِّيل من العلو، وهو زنة مبالغة في الوصف جاء على صورة جمع المذكر السالم، وهو من الأسماء التي ألحقت بجمع المذكر السالم على غير قياس".
وأما بيان معنى الكلمة المراد في الآية؛ فاختلف فيه على أقوال:
١ - أنها الجنة.
٢ - أنه لوح من زبرجدة خضراء، معلق تحت العرش فيه أعمالهم مكتوبة.
٣ - أنها السماء السابعة، وفيها أرواح المؤمنين.
٤ - أنها قائمة العرش اليمنى.
٥ - أنه سدرة المنتهى.
٦ - أنه في علو وصعود إلى الله عز وجل.
٧ - أنه أعلى الأمكنة.
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره ٢٤: ٢١٠: "والصواب من القول في ذلك، أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن كتاب الأبرار في عليين؛ والعليون: جمعٌ معناه: شيء فوق شيء، وعلوّ فوق علوّ، وارتفاع بعد ارتفاع... فبين أنّ قوله: ﴿لَفِي عِلِّيِّينَ﴾ معناه: في علوّ وارتفاع، في سماء فوق سماء وعلوّ فوق علوّ، وجائز أن يكون ذلك إلى السماء السابعة، وإلى سدرة المنتهى، وإلى قائمة العرش، ولا خبر يقطع العذر بأنه معنىّ به بعض ذلك دون بعض.
والصواب أن يقال في ذلك، كما قال جلّ ثناؤه: إن كتاب أعمال الأبرار لفي ارتفاع إلى حدّ قد علم الله جلّ وعزّ منتهاه، ولا علم عندنا بغايته، غير أن ذلك لا يقصر عن السماء السابعة، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك".
وانظر: (زاد المسير) لابن الجوزي ٩: ٥٧.
*****


الصفحة التالية
Icon