يا محمد قل: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) ثم قال قل: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (١) قال الحافظ: وعلى استعمال هذين اللفظين (٢) عامة أهل الأداء من أهل الحرفين والعراقيين والشام، فأما أهل مصر وسائر المغرب فاستعمال أكثر أهل الأداء منهم لفظاً ثالثاً وهو (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم) ثم رجح التعوذ الأول (٣).
وعليه عول في التيسير فقال: اعلم أن المستعمل عند الحذاق من أهل الأداء في لفظها (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دون غيره (٤).
وهذا التعوذ هو المختار أيضاً عند الشيخ أبي محمد مكي وعند الإِمام أبي عبد الله بن شريح (٥) وفي قول الحافظ (دون غيره) إشعار بالخلاف المتقدم.
(م) قوله: وذلك لموافقة الكتاب والسنة (٦).

(١) وراه أبو جعفر بن جرير الطبرى في تفسيره بلفظ آخر قال - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -: حدثنا أبو كريب، حدثنا عثان بن سعيد، حدثنا بشر بن عمارة، حدثنا أبو روق عن الضحاك عن عبد الله بن عباس قال: أول ما نزل جبريل على محمد - ﷺ - قال يا محمد استعذ قال: (استعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم) ثم قال قل (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ثم قال (اقرأ باسم ربك الذي خلق).
قال الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - بعد ايراده: وهذا اسناد غريب قال: وإنما ذكرناه ليعرف فإن في إسناده ضعفا وانقطاعا. تفسير القرآن العظيم لأبي الفداء إسماعيل بن كثير ج ١ ص ١٤ دار المعرفة.
(٢) يعني (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) و (أعوذ بالله السميع العليم م الشيطان الرجيم).
(٣) انظر جامع البيان في القراءات السبع المشهورة للحافظ أبي عمرو الداني الورقة ٥٧ / ب.
(٤) انظر التيسير ص ١٦.
(٥) وهو المأخوذ به عند عامة الفقهاء كالشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم. النشر ١/ ٢٤٣.
(٦) انظر التيسير ص ١٦.


الصفحة التالية
Icon