النصوص كيا ﴿هُدَايَ﴾ (١) و ﴿بُشْرَى﴾ و ﴿مَثْوَايَ﴾ وشبهه، والتلاوة بالنقل عن مسطريها بخلاف ذاك فقال لي: ذاك بمنزلة الآثار الواردة في الكتاب في الأحكام وغيرها بنقل الثقات، والعملُ بخلافها فكذاك ذلك. ثم قال الحافظ: وهذا من لطيف التأويل وحسن الإستخراج.
ولما كان المعول عليه الجهر لم أطول بما ورد في الإخفاء من التفصيل والخلاف، ومن أحب الوقوف على ذلك فلينظره في كتاب (الإِقناع) لأبي جعفر بن الباذش - رضي الله عنه - (٢) فإنه قد أحكم القول فيه (٣).

(١) جزء من قوله تعالى: ﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ آية (٣٨) سورة البقرة - ٢.
(٢) في (ت) و (س) و (ز) (- رَحِمَهُ اللهُ -).
(٣) حيث قال - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - ما نصه: وأما صورة استعمالها - يعني كيفية أداء التعوذ - فالقراء فيه على ثلاثة أقسام:
قسم ورد عنه إخفاؤها، وقسم ورد عنه الجهر بها، وقسم لم يرد عنه نص على إخفاء ولا جهر.
القسم الأول: ينقسم ثلاثة أقسام:
الإخفاء في جميع القرآن وفاتحة الكتاب، والإِخفاء في جميع القرآن إلا فاتحة الكتاب، والتخيير بين الإخفاء والجهر.
- فأما الإِخفاء في جميع القرآن وفاتحة الكتاب فرواه خلف وأبو حمدون عن المسيبس عن نافع، وإبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة.
- وأما الإِخفاء في جميعه إلا فاتحة الكتاب فرواه الحلواني عن خلف.
- وأما التخيير فرواه الحلوني عن خلاد وهل تدخل أم القرآن في التخيير؟ فعندى أنها لا تدخل حملا على روايتها عن خلف.
القسم الثاني:
روي القصباني عن محمد بن غالب عن شجاع عن أبي عمرو إخفاء الميم من ﴿الرَّجِيمِ﴾ عند الباء من ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ إذا لآثر الإدغم. وهذا يقتضي الجهر، وكذلك ورد عن أبي حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أداء. وذكر عثمان بن سعيد أم ما ورد عن أبي عمرو من الجهر أداء لا نصاً.


الصفحة التالية
Icon