يأخذون في قراءة أبي عمرو بسكتة خفيفة بين السور (١) وقد تقدم اختيار الشيخ والإِمام الفصل بالبسملة (٢). ويظهر والله أعلم أنه لا يلزم أن يكون اليسكت بين السورتين يسيراً ولابد، بل جوز ذلك وجوز أيضاً أن يكون على حد السكت في المواقف.
إذ الكلام في أواخر السور تام ولا تعلق لآخر السورة بأول أخرى في حكم من أحكام الإِعراب إلا ما قيل في آخر سورة الفيل، وأول سورة قريش أن لام الجر في (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ) (٣) متعلق بقوله تعالى: ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ (٤) وهو بعيد للفصل بينهما بالبسملة (٥).
(م) قوله: (وابن مجاهد (٦) يرى (٧) وصل السورة بالسورة وتبين الإِعراب وترك السكت أيضاً) (٨).
(ش) حكى الشيخ السكت عن ابن مجاهد (٩) وقد تقدمت فائدته (١٠) وأما الوصل ففائدته تبيين الإِعراب في آخر حرف من السورة، ويظهر

(١) انظر: الكافي ص ١٤.
(٢) انظر: ص ٤٧، ٤٨
(٣) الآية ١ من سورة قريش - ١٠٦.
(٤) الآية ٥ من سورة الفيل - ١٠٥.
(٥) قال أبو شامة: والإشارة بقولهم (دون تنفس) إلى عدم الإطالة المؤذنة با الإعراض عن القراءة، وإلا فلأواخر السور حكم الوقف على أواخر الآيات وفي أثنائها من الوقوف التامة والكافية، فما ساغ ثم من السكوت فهو سائغ هنا وأكثر. والله أعلم.
أنظر: إبراز المعاني ص ٦٧.
(٦) هو: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي. الحافظ الأستاذ (أبو بكر) البغدادي. شيخ الصنعة وأول من سبع السبعة، ولد سنة ٢٤٥ هـ قرأ على عبد الرحمن بن عبدوس عشرين ختمة وعلى قنبل المكي وعبد الله بن كثير وغيرهم. توفي يوم الأربعاء وقت الظهر ٢٠ عن شعبان سنة ٣٢٤ هـ. الغاية ج ١ ص ١٣٩ - ١٤٢.
(٧) في (ت) (يروى).
(٨) انظر: التيسير ص ١٨.
(٩) انظر: التبصرة ص ٢٤٨.
(١٠) انظر: ص ٥٢.


الصفحة التالية
Icon