أن هذا السكت المذكور إنما يفعل على إرادة الوصل لكنه من رآه قصد به الإِشعار بانفصال سورة من أخرى.
وهو نظير سكت حفص في المواضع الأربعة المذكورة في أول سورة الكهف (١) وعلى هذا فمن أراد تمكين السكت بين السور لقصد الوقف فلا حرج كما تقدم في الأخذ لحمزة. والله تعالى أعلم.
(م) قوله: (وكان بعض أشياخي يفصل في مذهب هؤلاء بالتسمية إلى آخره) (٢)
(ش) ذكر في إيجاز البيان (٣) أنه قرأ بالتسمية بين هذه السور (٤) على ابن خاقان (٥) وعلي بن غلبون وقرأ على أبي الفتح (٦) بترك التسمية وذكر أنهم حكوا ما قرأ به عليهم عن أشياخهم.

(١) وهي: (عوجا) جزء من الآية (١) من سورة الكهف - ١٨. و (مرقدنا) جزء من الآية (٥٢) من سورة يس - ٣٦. و (من راق) جزء من الآية (٢٧) من سورة القيامة - ٧٥. و (بل ران) جزء من الآية (١٤) من سورة المطففين - ٨٣. وقد أشار الشاطبي لهذه المواضع بقوله:
وسكته حفص دون قطع لطيفة على ألف التنوين في عوجا بلا
وفي نون من راق ومرقدنا ولا م بل ران والباقون لا سكت موصلا
(٢) انظر التيسير ص ١٨.
(٣) يوجد منه نسخة مخطوطة في باريس رقم ٥٩٢. وذكره ابن الجزري في طبقات القراء ج ١ ص ٥٠٣.
(٤) أي بين: المدثر والقيامة، وبين الإنفطار والمطففين، وبين الفجر والبلد وبين العصر والهُمزة.
(٥) هو: خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خوقان (أبو القاسم) المصري الخاقاني، الأستاذ، الضابط في قراءة ورش وغيرها. قرأ على أحمد بن أسامة التجيبي وأحمد بن أبي الرجاء وغيرهما. قرأ عليه الحافظ أبو عمرو الداني وعليه أعتمد في قراءة ورش في التيسير وغيره. مات سنة ٤٠٢ هـ بمصر.
غاية النهاية ج ١ ص ٢٧١.
(٦) هو: فارس بن أحمد بن موسى بن عمران (أبو الفتح) - الحمصي. الأستاذ الكبير، الضابط الثقة. ولد سنة ٣٣٣ هـ وتوفي سنة ٤٠١ هـ. غاية النهاية ٢/ ٥.


الصفحة التالية
Icon