الدِّينِ} (١) فوقعت (لا) بعد (غفور رحيم). وكقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ (٢) فوقعت (لا) بعد (فبهدلهم اقتده)، وكقوله تعالى: ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ (٣) ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (٤) ولا يمنع أحد الوصل في هذه المواضع ونحوها (٥) ولو امتنع فيها الوصل لم يحصل الخلاف في قوله تعالى: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ في الوصل. وقد استقريء في هذا الحرف أربع قراءات (٦) في السبع كما هو مذكور في موضعه في فرش الحروف - والله تبارك وتعالى أعلم.

(١) الآية (٨) من سورة المتحنة - ٦٠ -.
(٢) الآية (٩٠) من سورة الأنعام - ٦ -.
(٣) الآية (٤٤) من سورة المرسلات - ٧٧ -.
(٤) الآية (٥٥) من سورة المرسلات - ٧٧ -.
(٥) والحاصل: أن التفرقة بين هذه السور وغيرها مما ذكروه ضعيفة نقلا ونظرا، ومذهب الأكثرين عدم التفرقة، ولكن الذى استقر عليه الأمر في الإقراء اعتبار قبح اللفظ في السور الأربعة تبعا للقائلين به إلا أنه لا يحتاج دفعة إلى ما ذكروه من الفصل بالبسملة، بل الساكت يجرى على أصله والواصل له السكت فقط، والمبسمل يسقط له من أوجه البسملة وصلها بأول السورة. وهذا هو المأخوذ به.
انظر: غيث النقع في القراءات السبع بهامش سراج القارئ للإِمام: علي النوري الصفاقسي ص ٣٧٧.
(٦) وهي كالآتي:
١ - قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو البصرى وعاصم (اقتده) بإثبات الهاء ساكنة وصلا ووقفا.
٢ - وقرأ حمزة والكسائي بحذفها وصلا وإثباتها ساكنة وقفا
٣ - وقرأ هشام بإثباتها مكسورة مع الإِشباع وصلا، وبإثباتها ساكنة وقفا
٤ - وقرأ ابن ذكوان بإثباتها مكسورة مع الإشباع وصلا وإثباتها ساكنة وقفا.
انظر: التيسير ص ١٠٥.


الصفحة التالية
Icon