نشيط عنه أنه خير فلا تبالي رب أي رواية قرأت بالضم، واختيار ابن مجاهد الإِسكان والإِختيار عند القراء ضم الميمات كلها للحلواني وإسكانها لأبي نشيط).
قال العبد: فعبارة التخيير يراعى فيها أصل الرواية عن قالون، وعبارة الخلاف يراعى فيها اختيار القراء من حيث خصوا الإِسكان بطريق أبي نشيط وخصوا الضم بطريق الحلواني فكأنهما روايتان مختلفتان عن قالون. والله تعالى أعلم.
تنبيه:
ذكر عن حمزة (عليهم) (١) و (لديهم) (٢) و (إليهم) (٣) بضم الهاء رب الحالين (٤) أولا، ثم ذكر ابن كثير وقالون بخلاف صلة الميم، ثم أتبع بمذهب ورش، ثم رجع إلى مذهب حمزة والكسائي. وهذا العمل له وجه من الترتيب حسن وإن لم يكن بادياً (٥) من أول وهلة (٦) وبيانه: أن كلامه في هذا الفصل في معنى أن لو قال: ميم الجمع إن كان من هذه الكلم الثلاث

سنة ٢٥٠ هـ.
غاية النهاية ج ١ ص ١٤٩.
(١) من مواضعه قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ الآية (٧) من سورة الفاتحة - ١ -.
(٢) من مواضعه قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ﴾ الآية (٤٤) من سورة آل عمران - ٣ -.
(٣) من مواضعه قوله تعالى: ﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾ الآية (٩) من سورة الحشر - ٥٩ -.
(٤) أي وصلا ووقفا. قال الشاطبي - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -:
عليهم إليهم حمزة ولديهم جميعاً بضم الهاء وقفا وموصلا
(٥) بادياً: ظاهراً.
(٦) قوله (من أوال وهلة) أي من أول مرة. لسان العرب ج ١٤ ص ٢٦٤.


الصفحة التالية
Icon