وقد نص الحافظ على ما ذكرته في المدغم في كتاب الموضح (١) فقال: (ويلزم اللسان موضعاً واحداً) يعني في الإِدغام ثم قال: (إلا أن احتباسه في موضع الحرف المشدد لما زاد فيه من التضعيف أكثر من احتباسه فيه بالحرف الواحد المخفف) انتهى.
وفائدة الإِدغام تخفيف الكلمة: إذا النطق بالحرف مرة واحدة وإن كان مشدداً أخف من النطق به مرتين إذا فتك، ولهذا شبه الخليل (٢) تكرار الحرف بمشى المقيد (٣). ألا ترى أن المقيد إذا رفع رجله ثم وضعها عادت حيث كانت، فكذلك تكرار النطق بالحرف الواحد: لأن العضو الناطق يعتمد في المرة الثانية على ما اعتمد عليه في الأولى.

والإدغام نوعان: كبير وصغير. فالكبير ما كان الأول من الحرفين فيه متحركا سواء كانا مثلين أم متجانسين أم متقاربين. وسمى كبيرا لكثرة وقوعه ولما فيع من الصعوبة ولشموله المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين.
والصغير هو ما كان الحرف المدغم منه ساكنا والمدغم فيه متحركا. ولا يكون إلا في المتقاربين والمتجانسين.
انظر: النشر ج ١ ص ٢٧٤ - ٢٧٥، والنجوم الطوالع ص ٩٦.
(١) في (ز) و (المصفح).
(٢) هو: خليل بن أحمد (أبو عبد الرحمن) الفراهيدي، الأزدي، البصري النحويه وأحدهما نظرا، وفي ذلك يقول ابنه: شعراً.
وغير ذلك، وأبوه أول من سمى أحمد بعد النبي - ﷺ -. روى الحروف عن عاصم بن أبي النجود وعبد الله بن كثير. وهو الذي روى عن ابن كثير ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ﴾ بالنصب تفرد بذلك عنه، مات سنة ١٧٠ هـ.
قلت: وقراءة (غير) بالنصب شاذة ولا تجوز القراءة بها.
غاية النهاية ج ١ ص ٢٧٥.
(٣) وشبه بعضهم بإعادة الحديث مرتين وذلك ثقيل على السامع انظر: النجوم الطوالع ص ٩٧.
انظر سيبويه ج ٢ ص ٤٠٧ باب الإدغام.


الصفحة التالية
Icon