الحافظ في "التفصيل" أن إدغامه رواية القاسم بن عبد الوارث عن أبي عمرو واعتمد الحافظ على الإِظهار (١) كما ترى هنا أو علل بكون النون ساكنة قبل الكاف فهي تخفي (٢) عندها.
وحاصل هذا التعليل أن الإِدغام هنا إجحاف بالكلمة من جهة أن الحرف الدغم مدفون فيما أدغم فيه فقد ذهب لفظه وحركته، والنون الخفيفة في حكم المذاهب أيضًا، فكأنه قد ذهب من الكلمة حرفان، ولهذا قال الإِمام فكأنك أدغمت حرفين وذلك رديء جدًا.
ولا يعلل هذا الموضع بكون الإِدغام فيه يؤدي إلى التقاء الساكنين لأنه: لم يتحاشى من الإِدغام بعد الساكن وإن كان الساكن صحيحًا نحو: ﴿مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ﴾ (٣) و ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ﴾ (٤) و ﴿مِن قَبْلُ لَفِي﴾ (٥).
فإن قيل: لا يصح الإِدغام في هذه الأمثلة التي ذكرت إلا فيما أشبهها عند الحذاق من النحوييِن والمقرئين، وإنما هو
(٢) في الأصل: (يخفى) وهو تحريف، والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٣) جزء من الآية ٦٦ هود - عليه السلام -.
(٤) جزء من الآية ١٨٥ البقرة.
(٥) جزء من الآية ١٦٤ آل عمران.