وفي الشورى: ﴿وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ﴾ (١) وفي الدخان: ﴿وَاتْرُكِ البَحْرَ رَهْوًا﴾ (٢) وفي الحاقة: ﴿فَهِىَ يَومَئِذٍ وَاهِيَةٍ﴾ (٣) وفي سورة نوح - عليه السلام -: ﴿وَجَعِلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ (٤) ولا فرق بين هذه المواضع وبين قوله تعالى: ﴿فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ﴾ (٥) إلا من حيث إن النون تخفى كما ذكر الحافظ.
وسائر الحروف السواكن في هذه المواضع التي ذكرت لا تخفى. والله عز جلاله وجل كماله أعلم.
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (وإِذا كان الأول من المثلين مشددًا، إلى قوله: لم يدغمه أيضًا) (٦).
(ش) قد تقدم ذكر هذه الشروط الثلاثة وإنما لم يجز إدغام المشدد لأنه قد حصل فيه الإِدغام: إِذ كل مشدد فهو من حرفين في التقدير، والأول مدغم في الثاني، فلو قدر إدغامه في حرف آخر لكان في ذلك تقدر للنطق بثلاثة أحرف معا ولم يظهر لها أثر زائد على ما كان عليه قبل: لأنه قد كان مشددًا بأقصى حاله أن يكون مشددًا كما كان ولا أثر للحرف الثالث، فكان حاصل هذا أنه نطق بالحرف المشدد على ما كان عليه، وحذف الحرف الآخر، وهذا بخلاف إدغام الحرف الواحد في الثاني: لأنه قبل الإِدغام مخفف فظهر عند الإِدغام أثر وهو التشديد.

(١) جزء من الآية ٢٢ الشورى.
(٢) جزء من الآية ٢٤ الدخان.
(٣) جزء من الآية ١٦ الحاقة.
(٤) جزء من الآية ١٦ نوح.
(٥) جزء من الآية ٢٣ لقمان.
(٦) انظر التيسير ص ٢٠.


الصفحة التالية
Icon