وقول الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (وشبهه) بأثر قوله: ﴿وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا﴾ يقتضي أن في القرآن من هذا المعتل المختلف فيه زيادة على هذه المواضع الثلاثة التي ذكرها (١) التقى فيه المثلان وليس كذلك، فأما قوله تعالى: ﴿وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي﴾ (٢) في سورة هود - عليه السلام -: و ﴿وَيَاقَوْمِ مَا لِي﴾ (٣) في غافر فقد نص على أنه لا خلاف في إدغامها (٤) فعلى هذا يبقى قوله: (وشبهه) لا يحرز شيئا.
وأعلم أن الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - قل ما يترك هذه العبارة في أكثر المسائل أن يقول بعد ذكر المثال (وما أشبه ذلك وشبهه) سواء كان لما ذكر من الأمثلة نظير أو ولم يكن مقصوده بذلك الإشعار بإطلاق القياس فيما ذكر وفي نظائره إن وجدت له نظائر، وقد وجدت في بعض تآليفه هذه العبارة يقول (أو نحوها وما أشبهه إن وجد) لكن هذه العبارة تحدث على الطالب حيرة إذا لم يكن قوي الذعر لألفاظ القرآن فقد يطلب نظيرًا لما ذكر الحافظ إذا وجده يقول: (وما أشبهه) فلا يجده، فيرمي نفسه بالتقصير: فلهذا مهما أجد عبارة الحافظ في مثل هذا وأعرف أنه ليس لما ذكر نظير أنبه عليه إن ألهمني الله (٥) لأزيل تحير الطالب. وقد أبديت عذر الحافظ ومقصوده في ذلك - رَحِمَهُ اللهُ - ورضى عنه. والله جل جلاله أعلم.

(١) في الأصل و (ت): (ذكرهما) وهو خطأ: والصواب ما في (ز) و (س) ولهذا أثبته.
(٢) جزء من الآية ٣٠ هود.
(٣) جزء من الآية ٤١ غافر.
(٤) انظر التيسير ص ٢١.
(٥) في (ز): (تعالى) بعد اسم الجلالة.


الصفحة التالية
Icon