الأولى متحركة والثانية ساكنة فأبدات الخانية حرفا من جنس حركة ما قبلها كما هو القياس في أمن ونحوه فصار أل وذهب الكسائي إلى أن أصله (أول) من قولك، أل يؤول إذا رجع فتحركت الواو بعد فتحة فانقلبت ألفا على قياس باب ودار، وحكى في التصغير أويل حكاه عن ابن السيد (١) في الاقتضاب (٢) وعلى تقدير ذلك لا يكون تأهلت ولا أهيل من أل في اللفظ ولا في المعنى والله عز جل وعلا أعلم.
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - واختلف أهل الأداء أيضًا في الواو من هو إذا انضمت الهاء قبلها إلى آخر كلامه (٣).
(ش) قد تقدم في حرف الواو أن جملة ما في القرآن من الواو التي قبلها ضمة ولقيت مثلها ثلاثة عشر موضعا أولها في البقرة: ﴿جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾ (٤) وآخرها في المدثر: ﴿إِلَّا هُوَ وَمَا﴾ (٥) فذكر عن ابن مجاهد وأصحابه أنهم لا يرون الإِدغام لأن الواو إذ سكنت بعد ضمة صارت حرف مد وأشبهت واو آمنوا ونحوه وأنه لا خلاف أن واو امنوا لا تدغم، وحكى عن ابن شنبوذ وأصحاب أبي عبد الرحمن وابن سعدان وأبي شعيب أنهم يرون الإِدغام قياسًا على الياء المكسور ما قبلها نحو {يَأْتِيَ

(١) هو: عبد الله بن محمد بن السيد البطلَيُوسي (أبو محمد) أديب نحوي لغوي مشارك في أنواع من العلوم، ولد في مدينة بطليموس بالأندلس وسكن البلنسية وتوفي بها في منتصف رجب سنة ٥٢١ هـ.
انظر: معجم المؤلفين ج ٦ ص ١٢١.
(٢) انظر: الاقتضاب في شرح أدب الكتاب ص ٨.
(٣) انظر التيسير ص ٢١.
(٤) جزء من الآية ٢٤٩ البقرة.
(٥) جزء من الآية ٣١ المدثر.


الصفحة التالية
Icon