وقد تقدم تعديد مواضع الياء في القرآن فأما الذي وقع منها بعد كسرة فلفظان:
أحدهما: ﴿يَأْتِيَ يَوْمٌ﴾ في البقرة (١) وفي سورة إبراهيم - عليه السلام - (٢) والروم (٣) والشورى (٤).
والثاني: ﴿نُودِيَ يَامُوسَى﴾ (٥) في طه لا غير.
وأعلم أن هذه المعارضة التي أورد الحافظ حسنة، ويبقى أن يقال لإبن مجاهد أن العرب لا تدغم حرف المد الذي استقر بنفسه حرف مد واستعمل رب الكلام كذلك كالواو في قوله تعالى: ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ (٦) وكذلك قوله تعالى: ﴿آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا﴾ (٧) وكالياء في قوله تعالى: ﴿الَّذِي يَدُعُّ﴾ (٨) و ﴿الَّذِي يُؤْمِنُ﴾ (٩) و ﴿الَّذِي يَرَاكَ﴾ (١٠) و ﴿فِي يَوْمَيْنِ﴾ (١١).
فأما ما نحن فيه فليس كذلك إذ ليس الواو في (هو) ولا الياء في (نودى) ونحوهما حرفي مد في أنفسهما ولا يستعملان مدا إلا لعارض

(١) جزء من الآية ٢٥٤ البقرة.
(٢) جزء من الآية ٣١ إبراهيم.
(٣) جزء من الآية ٤٣ الروم.
(٤) جزء من الآية ٤٧ الشورى.
(٥) جزء من الآية ١١ طه.
(٦) جزء من الآية ٢٠٠ آل عمران.
(٧) جزء من الآية ٢١٨ البقرة.
(٨) جزء من الآية ٢ الماعون.
(٩) جزء من الآية ١٥٨ الأعراف.
(١٠) جزء من الآية ٢١٨ الشعراء.
(١١) جزء من الآية ٢٠٣ البقرة.


الصفحة التالية
Icon