الكبير ولحق بباب (١) ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ (٢) و ﴿فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ﴾ (٣) و ﴿وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ﴾ (٤) و ﴿إِذْ ذَهَبَ﴾ (٥) مما التقى فيه المثلان وأولهما ساكن فأما ما ذكر الإِمام في آخر الزخرف من قوله تعالى: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ﴾ (٦) فزائد على مقتضى باب الإِدغام الكبير لأن الحاء ساكنة.
وكان ينبغي للحافظ أن يبين كيف يصنع القاريء بهذا الحرف على قراءة أبي عمرو والبزي هل يفصل بسكت خفيف، أو يشبع مد الصوت، أو كيف يكون وجه العمل مع ما فيه من التقاء الساكنين في الوصل إذ قبل الياء ألف (وصاد ساكنين) (٧) وقد ذكر أبو جعفر بن الباذش هذه المسألة في صدر باب الإِدغام الكبير في كتاب الإِقتاع وذكر عن أبيه أنها مما يلزم فيه الإِدغام (٨) بخلاف قول الحافظ (٩) والله - عَزَّ وَجَلَّ - أعلم.
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - (ذكر الحرفين المتقاربين في كلمة وفي كلمتين) (أعلم أنه لم يدغم أيضًا من المتقاربين في كلمة إلا القاف في الكاف (١٠) إلى آخر كلامه).

(١) أي بباب الإِدغام الصغير.
(٢) جزء من الآية ١٢ الحجرات.
(٣) جزء من الآية ١٥ الأنبياء.
(٤) جزء من الآية ٣٣ النور.
(٥) جزء من الآية ٨٧ الأنبياء.
(٦) جزء من الآية ٨١ الزخرف.
(٧) ما بين القوسين سقط من (ت) و (ز) وهو تحريف والصواب (وهما ساكنان).
(٨) انظر الإِقناع ج ١ ص ١٦٧، ١٦٨.
(٩) اعلم أن كلا من الإِظهار والإِدغام في (اللأ) صحيح موجه مقروء به إلا أن كل من أخذ بطريق التيسير ونظمه يقرأ بالإِظهار فقط مع اعتقاد صحة الإِدغام، ومن قرأ بطريق النشر يقرأ بهما.
قال المحقق ابن الجزري وكل من وجهي الإِظهار والإِدغام ظاهر مأخوذ به، وبهما قرأت على أصحاب أبي حيان عن قراءتهم بذلك عليه.
النشر: ج ١ ص ٢٨٥.
(١٠) انظر: التيسير ص ٢٢.


الصفحة التالية
Icon