وافق الِإمامُ الحافظَ على الإِدغام في جميع ما تقدم وزاد (١) أربعة مواضع مما قبل القاف ساكن:
أحدهما: ﴿بِوَرِقِكُمْ﴾ (٢) في الكهف.
الثاني: ﴿مَا خَلْقُكُمْ﴾ (٣) في لقمان.
الثالث: ﴿وَفِي خَلْقِكُمْ﴾ (٤) في الجاثية.
الرابع: ﴿رِزْقُكُمْ﴾ (٥) في الذاريات.
فذكر الإِدغام فيها باختلاف وإدغامها رواية أحمد بن موسى (٦) وعباس بن الفضل (٧) ويسوغه في ﴿بِوَرِقِكُمْ﴾ وفي ﴿خَلْقِكُمْ﴾ صحة روم الحركة في القاف، وفي الموضعين الباقيين جواز الروم والإِشمام. والإِظهار أحسن في أربعتها من أجل الساكن قبل القاف (٨).

(١) أي الإِمام (أبو عبد الله) محمد بن شريح.
(٢) جزء من الآية ١٩ الكهف.
(٣) جزء من الآية ٢٨ لقمان.
(٤) جزء من الآية ٤ الجاثية.
(٥) جزء من الآية ٢٢ الذاريات.
(٦) تقدمت ترجمته ص ٥٧.
(٧) هو: العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل (أبو الفضل) الأنصاري البصري، أستاذ حاذق ثقة، قال الحافظ أبو العلاء: وكان من أكابر أصحاب أبي عمرو في القراءة، روى القراءة عرضا وسماعا عن أبي عمرو بن العلاء، وضبط عنه الإِدغام، وروى القراءة عنه حمزة بن القاسم وعامر بن عمر الموصلى وغيرهما ولدا سنة ١٠٥ هـ وتوفى سنة ١٨٦ هـ غاية النهاية ج ١ ص ٣٥٣.
(٨) اعلم أن الإِدغام في المواضع الأربعة لا تجوز القراءة به لفقده شرطا من الشرطين المذكورين وهو تحريك ما قبل القاف قال ابن الجزري: فإن سكن ما قبل الكاف أو لم يأت بمد الكاف ميم جمع لم يختلف في إظهاره - النشر ج ١ ص ٢٨٦.
وقد أشار الشاطبي لهذا بقوله:


الصفحة التالية
Icon