قوله تعالى في النحل: ﴿وَالْأَرْضِ شَيْئًا﴾ ثم قال: ولا أعلم خلافًا بين أهل الأداء في إظهاره، ولا فرق بينهما إلا إرادة الجمع بين اللغتين (١) وذكر الإِمام فيه أيضًا الخلاف (٢) كالحرف ﴿الَّذِي﴾ (٣) في النور (٤) وأن الإِدغام فيها رواية أبي شعيب عن اليزيدي.
الثالث: ﴿الْأَرْضَ شَقًّا﴾ (٥) في عبس ولا خلاف في إظهاره لخفة فتحة الضاد (٦).
واعلم أن الإِدغام فيما ذكر رديء جدًا لما فيه من التقاء الساكنين والأول حرف صحيح مع أن الضاد من الحروف التي لا تدغم في مقاربها كما تقدم إلا فيما شذ لما في إدغامها من إذهاب الجهر والإطباق ولا مقاربة

المتواتر والتلقي الصحيح.
قال الشاطبي:
وما لقياس في القراءة مدخل فدونك ما فيه الرضا متكفلا
(١) وقيل في الفرق إن الإِدغام لما كان القارئ يحتاج إلى التحفظ في التلفظ به اجتنب بعد الراء المحتاج إلى التحفظ في التلفظ بها من ظهور تكرارها. النشر جـ ١ ص ٢٩٣.
(٢) قوله: (وذكر الإِمام فيه أيضًا الخلاف) أي في: (وَالْأرْضِ شَيئًا) = والمعول عليه والمقرؤ به هو الإِظهار.
قال ابن الجزري: والضاد تدغم في الشين في موضع واحد (لِبَعُضِ شَأْنِهِمْ) في النور لا غير. انظر النشر جـ ١ ص ٢٩٣، والغيث ص ٢٧٢.
(٣) ما بين القوسين سقط من (ت).
(٤) في الأصل: (في الروم) وهو تحريف، والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(٥) جزء من الآية: ٢٦ عبس.
(٦) بعد السكون. وقد انفرد القاضي أبو العلاء عن ابن حبش عن السوسي بإدغامه، وتابعه الأدمي عن صاحبيه مخالفًا سائر الرواة. والمقروء به والمعمول عليه الإِظهار. والله أعلم.
النشر جـ ١ ص ٢٩٣.


الصفحة التالية
Icon