وظاهر القول تخصيص هذا الحكم بهذا الحرف ولا معنى له، وإنما مراده الله أعلم: أنه لا يرى الإِدغام في هذا الحرف وما كان مثله مما قبل الدال فيه حرف ساكن صحيح فينسحب الحكم على قوله تعالى: ﴿بَعْدِ﴾ من ﴿بَعْدِ ذَلِكَ﴾ و (١) ﴿مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ﴾ و ﴿مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ﴾ و ﴿مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ﴾ إذ الساكن في جميعها قبل الدال حرف صحيح؛ وهذا المعنى من العموم لهذه الأمثلة قصد الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - بقوله: وهذا وما أشبهه عند النحويين والحذاق من المقرئين إخفاء (٢).
يريد بالإخفاء تضعين الصوت بالحركة حتى ينتقل عن التحقيق إلى الروم فلا يكون الإِدغام صحيحًا: لأن بقاء بعض الحركة في منع الإِدغام كتحقيق الحركة، ويندفع بذلك التقاء الساكنين فيكون (٣) تسميته إدغامًا على وجه المسامحة لشبهه بالإِدغام. والله تعالى أعلم.
ويبقى على الحافظ ما إذا كان الحرف محركًا بالفتح وقبله حرف ساكن صحيح فإنه لا يصح فيه الروم عند القراء، فلابد أن يكون الإِدغام صحيحًا فيلزم التقاء الساكنين والله تبارك وتعالى أعلم.
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (وأما التاء فأدغمها ما لم تكن اسم المخاطب في عشرة أحرف) (٤).
(ش) قد تقدم أن التاء لقيت في القرآن أحد عشر حرفًا ذكر منها هنا عشرة، وترك الدال لأنها لم تلقها الدال من كلمتين إلا والتاء ساكنة

(١) في الأصل: (هو) بعد الواو وهو خطأ، والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٢) انظر التيسير ص ٢٥.
(٣) سقط من (ت) من قوله: (فيكون) إلى قوله: (الإِدغام).
(٤) انظر التيسير ص ٢٥.


الصفحة التالية
Icon