وسواء في ذلك أن يكون قبل الحرف المدغم متحرك أو ساكن. والروم (١) عبارة عن النطق ببعض الحركة، والإشمام (٢) عبارة عن الإشارة بالشفتين إلى الحركة من غير أن يكون في النطق شيء من أثرها، فلما كانت الضمة من الشفتين أمكن في المرفوع الإشارة بالحركة إلى الروم (٣) وهو مسموع وبالإشمام وهو مبصر.
ولما كانت الكسرة من وسط اللسان أمكن (٤) في المجرور الإشارة بالروم لأنه مسموع ولم تمكن الإشارة بالإشمام لأن العضو الذي منه الحركة غائب في داخل الفم: لأنه وسط اللسان كما تقدم.
ولما كانت الفتحة خفيفة امتنع فيها الروم عند القراء (٥) لأنك لو رمت النطق ببعضها لحصل النطق بجميعها لخفتها وامتنع الإشمام، لأن الفتحة من مخرج الألف ومنتهاه (أسفل الحلق) فلا أثر له في البصر (٦) كما لا أثر له في السمع.
واعلم أنك إذا أشرت بالإشمام كان الإِدغام صحيحاً: لأنك تنطق إذ

(١) أعلم أن المراد بالروم هنا الإخفاء والإختلاس وهو الإتيان بمعظم الحركة، وقدر بثلثيها، وأما الروم في باب الوقف فهو الإتيان ببعض الحركة وقدر بثلثها. انظر المهذب ص ٥٠، ٥١.
(٢) أعلم أن الإشمام هنا هو ضم الشفتين مع قارنة النطق بالإِدغام، وأما الإشمام في باب الوقف هو ضم الشفتين عقب إسكان الحرف المضموم إشارة الساكن هي الضم.
انظر: البدور الزاهرة ص ٢٥.
(٣) في (ت) و (س) و (ز) (إلى الحركة بالروم.
(٤) في (الأصل) (أسكن) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(٥) انظر الإقناع جـ ١ ص ٢٣٦.
(٦) في (ت) (في النظر).


الصفحة التالية
Icon