﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ (١) وإن كان الإخراج من أحد البحرين والله تعالى أعلم.
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (وهذا كله على التقريب من غير إفراط) (٢).
(ش) يريد بهذا كله ما ذكر من كون بعضهم يزيد على بعض في تطويل المد يقول: ليس بين مد حمزة وورش ومد عاصم إلا مقدار يسير وكذلك زيادة مد عاصم على مد الكسائي وابن عامر بمقدار يسير، وهكذا سائرها.
والمعتبر في ذلك أن القرآن إنما نزل بلسان عربي مبين، فإذا كان كذلك فالمحصل يميز بعقله المقدار الذي يمكن استعماله في المخاطبات عند قصد البيان والتثبت (٣) في الخطاب من الصبر، والتبين لآحاد الكلمات بحيث لا يخرج الكلام معه عن المعتاد إلى ما تنفر عنه الطباع، وما يستعمل أيضاً من الهذ والِإسراع الذي لا يخل بالحروف ولا يميتها. فتعلَّم (٤) أن التلاوة ينبغي أن تكون دائرة بين هذين الطرفين وهذا معنى قوله:
(م) (وإنما هو (٥) على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحذر).
(ش) يريد بالتَّحقيق: تمكين الحروف والصبر على حركاتها، والتثبت في بيانها ويريد بالحدر الإسراع والهذ. ومذاهب القراء في ذلك

(١) جزء من الآية: ٢٢ الرحمن.
(٢) انظر التيسير ص ٣١.
(٣) في (الأصل) (الثبت) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(٤) أي فاعلم.
(٥) في جميع النسخ (ذلك) وفي (أصل التيسير) ما أثبته.


الصفحة التالية
Icon