الوجهين وذلك في (مسئولا) وأخواته (١) و ﴿اسراءيل﴾ عند قصر يائه. فأما ﴿يؤاخذ﴾ وبابه (٢) فإن قدرت واوه مبدلة من همزة فهو من هذا القبيل - وهو قول الإِمام (٣) - وإن قدرت أصلية على لغة من قال (وأخذ) فلا مدخل له في التمكين كالألف في قوله تعالى: ﴿وَلكِن لاَ تُوَاعِدُوهُنً سِراً﴾ (٤).
وهذا الوجه الثاني قاله الحافظ في إيجاز البيان والشيخ في كتاب الكشف (٥). والله أعلم.
(م) باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمة (٦).
(ش) اعلم أن الهمزة في القرآن على ضربين: همزة مفردة وسيأتي بعد بحول الله جل وعلا، وهمزتان متلاصقتان وهما: إما في كلمة واحدة كما يذكر في هذا الباب وإما في كلمتين كما يذكر في الباب بعده.
وأعلم أن كما ذكر في هذا الباب من الهمزتين في كلمة فإنه في الحقيقة من كلمتين، وبيان ذلك: أن الهمزة الأولى من كل ما ذكر في هذا الباب همزة استفهام وهي حرف من حروف المعاني دخلت على كلمة أولها

(١) انظر ز: ص ٣٠٣.
(٢) أي حيث وقع هذا اللفظ وكيفما تصرَّف وليس في القرآن منه إلا ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا﴾ الآية (٢٨٦) البقرة و ﴿قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي﴾ الآية (٧٣) الكهف و ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ﴾ الآية (٦١) النحل و ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا﴾ الآية (٤٥ فاطر و ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ﴾ الآية (٢٢٥) البقرة و ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾ الآية (٨٩) المائدة و ﴿لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾ الآية (٥٨) الكهف.
(٣) انظر الكافي ص ١٧.
(٤) جزء من الآية: ٢٣٥ البقرة.
(٥) انظر الكشف جـ ١ ص ٥٢، ٥٣.
(٦) انظر التيسير ص ٣١.


الصفحة التالية
Icon