همزة فالتقت همزتان، وليس في القرآن همزتان ملتقيتان في كلمة إلا في لفظة واحدة وهي (أئمة) (١) وقعت في القرآن في خمسة مواضع.
الأول: في براءة.
الكافي: في سورة الأنبياء عليهم السَّلام.
الثالث، والرابع: في سورة القصص.
الخامس: في الم السجدة.
وأصلها (أءممة) جمع إمام مثل لسان وألسنة وسلاح وأسلحة فلما التقت همزتان والثانية ساكنة وجب إبدال الثانية حرفاً من جنس حركة ما قبلها على القياس فصار (ءاممة) بهمزة وألف بعدها، ثم استثقلوا تحريك الميمين فسكنت إلأولى وأدغمت في الثانية بعد نقل حركتها إلى ما قبلها فصادفت الألف وهي لا تقبل الحركة فقلبت ياء بسبب الكسرة وعلى هذا قراءة الحرميين وأبي عمرو (٢) ومنهم من همزها لما تحركت إذ أصلها الهمز، وإنما قلبت ألفًا لما سكنت وعلى هذا قراءة الكوفيين وابن عامر.
فأما التعبير عن الهمزتين في هذا الباب بأنهما من كلمة فمجاز؛
(٢) قوله (وعلى هذا قراءة الحرمين وأبي عمرو) أي قرأ نافعٌ وابن كثير وهما الحرميان - وأبو عمرو (أئمة) بإبدال الهمزة الثانية ياء محضة ولهم وجه آخر وهو تسهيلها بين بين؛ والوجهان صحيحان كما في النشر جـ ١ ص ٣٨٠ وقرأ الباقون بالتَّحقيق، وكل من غير إدخال بين الهمزتين إلا وإما فله الإدخال وتركه؛ فتحصل في أن في لفظ أئمة أربع قراءات: لنافع وابن كثير وأبي عمرو التسهيل والبدل من غير إدخال ولهشام وجهان تحقيق الهمزتين مع المد بينهما وتركه وللكوفيين وابن ذكوان تحقيق الهمزتين من غير إدخال بينهما كأحد وجهي هشام. انظر: سراج القارئ ص ٦٨.