أحدها: ﴿ءَأَن يُؤتَى أحَدٌ﴾ (١) في آل عمران، قرأه ابن كثير وحده بالإستفهام بهمزة محققة وأخرى ملينة بين الهمزة والألف على أصله المتقدم، وهو قول الحافظ في الإيضاح وغيره، وقول الإِمام في الكافي (٢) وعبر (٣) الحافظ في التيسير بالمد ومراده ما تقدم وكذلك عبر الشيخ في التبصرة وغيرها، وإنما يعبرون بالمد عن همزة بين بين لما فيها من شبه المد، ويدلك على صحة هذا من قول الشيخ أنه لما ذكر ﴿أأَنذَرْتَهُم﴾ في التبصرة قال: (فقرأ الحرميان وأبو عمرو وهشام في ذلك بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية فيمدون حينئذ غير أن مد ابن كثير أنقص قليلاً) ثم قرر فقال: (أما أبو عمرو وقالون وهشام فإنهم يحققون الأولى ويجعلون الثانية بين الهمزة والألف ويدخلون بينهما ألفًا)، ثم قال: (وكذلك يفعل ابن كثير لا يدخل بين الهمزتين ألفًا) (٤) انتهى.
فحصل منه أنه سمى همزة بين بين مدًا وسيأتي أيضاً من كلام الحافظ في التيسير التعبير بالمد عن همزة بين بين بحول الله تعالى. وقرأه الباقون بهمزة واحدة على الخبر.
الثاني: ﴿ءَامَنتُمْ﴾ (٥) في الأعراف وطه والشعراء: قرأها حفص بهمزة واحدة على الخبر وافقه قنبل في طه، وقرأ الباقون بالإستفهام فحقق الهمزتين أبو بكر وحمزة والكسائي، وحقق الباقون الأولى وسهلوا الثانية،
(٢) انظر الكافي ص ٧٦.
(٣) (في (الأصل) (غيره) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(٤) انظر التبصرة ص ٢٧٦ و ٢٧٧.
(٥) جزء من الآية: ١٢٣ الأعراف و ٧١ طه و ٤٩ الشعراء.