ذكر الحافظ، وحصل من كلامه أن أبا عمرو يسهل الثانية ولا يدخل بينهما ألفًا كورش وابن كثير وهي قراءة الشيخ على أبي الطيب وزاد أيضاً أنه قرأ على غير أبي الطيب في رواية أبي شعيب بالفصل (١) وكذلك حصل من كلام الإِمام الوجهان في قراءة أبي شعيب (٢) وأما هشام فقرأ في آل عمران مثل الكوفيين بتحقيق الهمزتين من غير فصل، وزاد عنه الحافظ وجهًا آخر وهو الفصل بالألف مع التحقيق، وقرأ في ص والقمر بتسهيل الثانية والفصل بينهما بالألف، وزاد عنه الإِمام وجهًا ثانيًا وهو تحقيق الهمزتين من غير فصل (٣) وزاد عنه وجهًا ثالثاً وهو تحقيق الهمزتين مع الفصل (٤) وافق الشيخ والإمام الحافظ في سائر القراءات التي ذكرها (٥).
فأما قوله تعالى في الزخرف: ﴿أؤشْهِدْوا خَلْقَهْم﴾ (٦) فلا خلاف أنه قرئ بالإستفهام إلا أن نافعاً أدخل الإستفهام على فعل أوله همزة
(٢) انظر الكافي ص ٢٢، ٢٣.
(٣) في (ت) (مع الفصل).
(٤) والحاصل أن لهشام في (قُلْ أؤُنِبَئُكُمْ) في آل عمران آية (١٥) قراءتان: تحقيق الهمزتين مع الإدخال وتركه، وله في ﴿أَءُنزِلَ﴾ في ص آية (٨) و ﴿أَءُلْقِيَ االذّكْرُ﴾ في القمر آية (٢٥) ثلاث قراءات تحقيق الهمزتين مع الإدخال، وتحقيق الهمزتين من غير إدخال، وتسهيل الثانية والإدخال بينهما، وأما باقي القراء فهم في المواضع الثلاثة على مراتب: منهم من حقق الأولى وسهل الثانية وأدخل بينهما قولاً واحداً وهو قالون، وقرأ ورش وابن كثير بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال بينهما قولًا واحدًا، وقرأ أبو عمرو بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية مع الإدخال بينهما وعدمه: وأعلم بأن الإدخال له في المواضع الثلاثة من زيادات الشاطبية على التيسير. وقرأ الباقون وهم ابن ذكوان والكوفيون بتحقيق الهمزتين من غير إدخال.
(٥) في (الأصل) (ذكرنا) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(٦) جزء من الآية: ١٩ الزخرف.