وأما إدغام المتقاربين فإن الحروف فيه على ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
يدغم في متقاربه ولا يدغم متقاربه فيه وهو الهاء، والعين، والباء يجمعهما قولك (بعه).
أما الهاء والعين فيدغمان في الحاء نحو (وجه حجتك) وقد لقيت الهاء والحاء في القرآن نحو قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ حَكِيمٌ﴾ (١) ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا﴾ (٢) و ﴿أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ (٣) و ﴿أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا﴾ (٤) و ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ (٥) ونحو ذلك ولم يقرأ بإدغام شيء منه.
والعين نحو (اسمع حديثاً) ولم تلق العين الحاء في القرآن إلا في قوله تعالى: ﴿مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا﴾ (٦) أو تكون العين منونة كقوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ (٧) وقد تقدم أن الحاء لا تدغم في العين ولا في الهاء (٨) إلا بعد أن تبدل العين والهاء حاء فتقول: (امدح حلالا) وامدح حليا) تريد (امدح هلالا) (وامدح عليا) وكذلك لو أدغمت الهاء في
(٢) الآية من سورة المائدة - ٥ -.
(٣) الآية من سورة البقرة - ٢ -.
(٤) الآية من سورة الأنعام - ٦ -.
(٥) الآية من سورة الحج - ٢٢ -.
(٦) الآية من سورة التوبة - ٩ -.
(٧) الآية من سورة النساء - ٤ -.
(٨) لأن الأقرب لا يدغم في الذي قبله.