والذي التقى في القرآن من حروف الصفير بعضها مع بعض: السين والزاي في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ (١) لا غير والله تعالى أعلم.
وقد نَجِزَ (٢) الكلام في القسم الأول بتمام هذا الفصل السابع. والكلام فيه مقرر بحسب فصيح كلام العرب ولا ينكر من كلام العرب وجود الشواذ في باب الإِدغام وغيره، فلا يهولنك أن تجد في هذا الباب ما يشذ عما قررته لك، لكن طيك بمعرفة ما يشذ وما يطرد ورد كل فرع إلى أصله والله المستعان.
وأشرع الآن في القسم الثاني وهو مقصود الباب وأرتب الكلام فيه بحسب ترتيب كلام الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.
(م) قوله: (باب ذكر بيان مذهب أبي عمرو في الإِدغام الكبير) (٣).
(ش) اعلم أنه إنما سمى هذا الإِدغام كبيراً لكثرة دورانه في حروف القرآن. فقد بلغت عدة ما يذكر منه في هذا الباب ما بين متفق عليه ونحتلف فيه: ألف كلمة وثلاثمائة كلمة واثنين وتسعين كلمة. ويمكن أن يسمى كبيراً لكثرة ما فيه من العمل، وذلك أنه مخصوص بما أصله التحريك فيعرض فيه في بعض المواضع أربع تغييرات.
وذلك في إدغام المتقاربين إذا كان قبل الأول منهما ساكن:
أخدها: قلب الحرف الأول، والثاني: إسكانه، والثالث: إدغامه إن كان مفتوحاً في الأصل أو إخفاؤه إذا كان أصله الضم أو الكسر على ما سيأتي تحقيق القول في تسمية هذا النوع من الإخفاء إدغاماً بحول الله تعالى.

(١) جزء من الآية (٧) سورة التكوير - ٨١.
(٢) أي انقضى. انظر مختار الصحاح للرازي ص ٦٤٦.
(٣) انظر: التيسير ص ١٩.


الصفحة التالية
Icon