والرابع: التقاء الساكنين إذا كان الأول مفتوحاً في الأصل كما تقدم، وكذلك إذا كان الأول متحركاً بالضم أو بالكسر في الأصل عند من لا يقول بالإِخفاء ويجعله إدغاماً صحيحاً (١).
(م) قوله: (اعلم أني إنما أفرد مذهبه في هذا الباب في الحروف المتحركة التي تتماثل في اللفظ وتتقارب في المخرج) (٢).
(ش) ينبغي أن تعلم أولا أن الإِدغام الكبير ليس بلازم في قراءة أبي عمرو وأن الحروف المذكورة في هذا الباب قرأها أبو عمرو على وجهين: أحدهما: الإِظهار كما قرأها غيره من القراء.
الثاني: الإِدغام كما يذكر هنا (٣).
فليس الإِدغام الكبير بأمر لابد منه في قراءة أبي عمرو وإنما هو رواية من رواياته ووجه من وجوه قرائته. فمن شاء قرأ به ومن شاء قرأ بالإِظهار، وعلى هذا جرى كلام الحافظ حيث أسند قراءة أبي شعيب فقال: وقرأت بها القرآن كله بإظهار الأول من المثلين والمتقاربين وبإدغامه على فارس. (٤)
ولما كان لأبي عمرو مذهب في الإِدغام الصغير ولم يذكره في هذا الباب وإنما يذكره بعد مع مذاهب القراء، فلذلك قال: (إنما أفراد مذهبه في

(١) في (ت) و (س) (والله تعالى أعلم) بعد (صحيحا).
(٢) انظر: التيسر ص ١٩.
(٣) اعلم أن الإِدغام خاص برواية السوسي عن أبي عمرو، وأما الدوري فليس له من طريق التيسير إلا الإِظهار. ولذلك قال الإِمام السخاوي تلميذ الإِمام الشاطبي في شرحه للشاطبية: وكان أبو القاسم الشاطبي يقريء بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذا قرأ.
وقال: حسن خلف الحسيني: (والإِدغام بالسوسي خص).
انظر: مختصر بلوغ الأُمنية بذيل سراج القارئ للشيخ على محمد الضباع. ص ٣٤، والوافي شرح الشاطبية: عبد الفتاح القاضي ص ٥٣.
(٤) انظر التيسير ص ١٩.


الصفحة التالية
Icon