القسم الأول: المثلان في كلمة:
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - (اعلم أن أبا عمرو لم يدغم من المثلين في كلمة إلا (في) (١) موضعين إلى آخر كلامه) (٢).
(و) اعلم أن قولهم: المثلان في كلمة: يكون حقيقة ويكون مجازاً.
أما الحقيقة فنحو الباءين في (سبب) والراءين في (بررة) والقافين في (يشاقق) والصادين في (القصص) ألا ترى أن المثلين في جميع ذلك في كلمة واحدة وأن سببا وزنه (فعل) فالباء الأولى عين الكلمة والثانية لامها وكذلك سائر ما ذكر معه.
وأما المجاز فنحو: الكافين في ﴿سَلَكَكُمْ﴾ والنونين في ﴿يَعْبُدُونَنِي﴾ والهاءين في ﴿وَجْهَهُ﴾: ألا ترى أن الأول من المثلين في هذه الأمثلة لام الكلمة أو من تمامها، والثاني ضمير متصل به ولو فصلته منه لم تختل (٣) الكلمة نحو: (سلك) و (يعبدون) و (وجه)، وكذلك ببنيه (٤) الباء الأولى حرف جر اتصلت بفاء الكلمة فأشبهت المثلين في كلمة.
فإذا تقرر هذا فاعلم أن أبا عمرو أدغم من ذلك ﴿مَنَاسِكَكُمْ﴾ (٥) في البقرة و ﴿مَا سَلَكَكُمْ﴾ (٦) في المدثر.

(١) ما بين القوسين تكملة من التيسير.
(٢) انظر التيسير ص ٢٠.
(٣) في الأصل: (تخل) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٤) في (س) (بسببه) وهو تحريف والصواب ما في ما في (الأصل و (ز) و (ت).
(٥) جزء من الآية (٢٠٠) سورة البقرة (٢).
(٦) من الآية (٤٢) سورة المدثر (٧٤).


الصفحة التالية
Icon