ووجه الإِدغام في ذلك أنه استثقل اجماع المثلين مع ما في ذلك من الطول بلحاق ضمير الجمع وتحريك ما قبل الكاف الأولى مع أنه اتبع في ذلك الرواية عن أئمته. وزاد الإِمام ﴿بِشِرْكِكُمْ﴾ (١) في فاطر، وقال باختلاف عنه والإظهار أحسن لاجتماع ساكنين ليس الأول منهما حرف مدولين.
والإِدغام رواية عياش (٢) عنه. وزاد الإِمام أيضاً ما التقت فيه الهاءان والثانية من ضمير الجماعة وقال باختلاف عنه والإِظهار أكثر وأحسن، وبهما قرأت، والإِدغام رواية محمد بن رومي (٣) عن اليزيدي عنه. انتهى.
واعلم أن جملة ما في القرآن منه تسعة وعشرين موضعاً: من ذلك ﴿وُجُوهُهُمْ﴾ (٤) في موضعين من آل عمران، وموضعين من سورة يونس - عليه السلام -، وفي الأنفال، وسورة إبراهيم - عليه السلام -، والإسراء، وسورة الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، والمؤمنون والفرقان والنمل والأحزاب

(١) جزء من الآية (١٤) سورة فاطر (٣٥).
(٢) هو: عياش بن محمد (أبو الفضل) الجوهري البغدادي كما مشهور روى القراءة سماعاً عن أبي عمرو الدورى وروى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر ومحمد بن يونس المطرز وغيرهما. مات سنة ٢٩٩ هـ. غاية النهاية ج ١ ص ٦٠٧ - ٦٠٨.
(٣) هو: محمد بن عمر بن عبد الله بن رومي، ويقال فيروز (أبو عبد الله) البصرى مقرئ جليل، أخذ القراءة عرضا عن العباس بن الفضل وأبي محمد اليزيدي، وهو من أجل أصحابهما، وروى الحروف عنه محمد بن عبيد بن عقيل وعلي بن الحسن.
غاية النهاية: ج ٢ ص ٢١٨.
(٤) جزء من الآية (١٠٦، ١٠٧) من آل عمران، و (٥٠) من الأنفال، و (٢٦ - ٢٧) من يونس، و (٥٠) كل سورة إبراهيم، و (٩٧) سورة الإسراء، و (٣٩) الأنبياء، و (١٠٤) المؤمنون، و (٣٤) الفرقان، و (٩٠) النمل، و (٦٦) الأحزاب، و (٦٠) الزمر، و (٢٧) سورة محمد - ﷺ -، و (٢٩) الفتح، و (٤٨) القمر، و (٢٤) المطففين.


الصفحة التالية
Icon