والضرب الذي لقى مثله من كلمتين باقي الحروف وهي ثمانية عشر حرفاً يجمعها قولك: (حسن فعلك أثبته غير قوم) وقد وقع في تمثيل الحافظ منها ثلاثة عشر حرفاً يجمعها قولك: (علم حسن ركبت فيه) وبقيت الهمزة والغين والقاف والثاء والواو.
وأقدم الآن الكلام في الهمزة ثم في الحروف التي ذكر الحافظ على حسب ترتيبها في كلامه، ثم أتبعها بالأربعة الباقية.
أما الهمزة فقد التقى المثلان منها في القرآن في مواضع كثيرة، وتبلغ باعتبار اتفاقها في الحركات واختلافها ثمانية أضرب (١).

(١) قوله "ثمانية أضرب" أي أنواع:
الأول: المفتوحتان.
الثاني: المكسورتان.
الثالث: المضموتان.
الرابع: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة.
الخامس: أن تكون الأولى مكسورة والثانية مفتوحة.
السادس: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مضمومة.
السابع: أن تكون الأولى مضمومة والثانية مفتوحة.
الثامن: أن تكون الاْولى مضمومة والثانية مكسورة.
وهذه الأضرب الثمانية ناتجة من ضرب حركات الهمزة الأولى الثلاث في حركات الهمزة الثانية الثلاث، فتكون النتيجة العملية تسمة أضرب، ولكن الموجود منها في القرآن الكريم ثمانية أضرب فقط، وأما الضرب التاسع وهو أن تكون الأولى مكسورة، والثانية مضمومة فلا وجود له في القرآن الكريم وإنما وجد معناه وهو قوله تعالى في القصص ﴿وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً﴾ والمعنى:
وجد على الماء أمة.
انظر: النشر ج ١ ص ٣٧٨.


الصفحة التالية
Icon