ساكنة وفيه التقاء الساكنين؟
فالجواب: أنه أيضًا ضعيف وهو مع ذلك أشبه إذا كان الساكن الأول حرف مد، فأما إذا كان الساكن الأولي همزة مسهلة لو جوزنا إسكانها فليست بحرف مد، وكذلك إذا وقعت الهمزة طرفًا فإنه لا يوقف عليها إذا سهلت بين بين إلا بالروم نحو: ﴿يَشَآءُ﴾ (١) و ﴿مِنَ الْمَآءِ﴾ (٢) ولا يجوز ذلك في حروف المد ولا يصح الإحتجاج على أنها حرف مد بامتناع العرب من الإبتداء بها، وبامتناع وقوعها مفتوحة بعد كسرة أو ضمة نحو ﴿إِنَّ شَانِئَكَ﴾ (٣) و ﴿يُؤَلِّفُ﴾ (٤) ولكن العرب حكمت لها في هذه المواضع بحكم حرف المد: لما فيها من شبه حرف المد وأيضًا فقد نص الحافظ وغيره على أن الهمزة المسهلة بزنتها محققة وهو قول سيبويه، ولو كانت مدًا لكان زمان النطق بها أطول من زمان النطق بالمحققة.
قال سيبويه: والمخففة فيما ذكر بمنزلتها محققة في الزنة يدلك (٥) على ذلك قول الأعشى (٦).
(٢) من مواضعه الآية: ٣٠ الأنبياء.
(٣) جزء من الآية: ٣ الكوثر.
(٤) جزء من الآية: ٤٣ النور.
(٥) في (ز) (بذلك) وهو خطأ والصواب ما في الأصل وباقي النسخ.
(٦) هو (أبو بصير) ميمون الأعشى بن قيس بن جندل القيسي أحد الأعلام الأربعة في الشعر الجاهلي امرئ القيس، والنابغة، وزهير - كف بصره بعد أن عمر طويلًا، وحين ظهر أمر الرسول - ﷺ - قال قصيدة يمدحه، وسار بها إليه فثناه الكفار وأغروه بمائة ناقة فرجع إلى بلده، ولما قرب من اليمامة سقط عن ناقته ودقت عنقه فمات سنة ٦٢٩ م ودفن بمنفوحة.
انظر الأغاني ص ٥٢ جـ ١٥، ١٦٠ جـ ١٦، ٧٧ جـ ٨، ١٤٣ جـ ١٠ وكتاب الشعر والشعراء ص ١٣٥ وكتاب الجمهرة ص ٥٦.